تعريف اضطرابات الكلام واللغة

إضطرابات الكلام والتواصل

تعد اللغة أرقى ما لدى الإنسان من مصادر القوة والتفرد , ومن المتفق عليه الآن أن الإنسان وحده دون غيره هو الذى يستخدم الاصوات منطوقة فى نظام محدد لتحقيق الإتصال بأبناء جنسه . وتعتبر لغة البشر أعقد مظاهر السلوك لديهم حتى أن عشرات النظريات المختلفة برزت فى القرن الحالى فى محاولة لسبر أغوارها ، وكل طفل فى أى مكان وفى أى مجتمع قادر على إكتساب اللغة التى يتحدث بها مجتمعه بيسر وسهولة وفى فترة وجيزة . بل إنه ليس هناك طفل لا يكتسب لغة مجتمعه ، وحتى وإن كان متخلفا عقليا بشرط سلامة جهازه السمعى والكلامى .

تعريف التواصل :
هو طريقة أو أسلوب لتبادل المعلومات بين الافراد . فالمعلومات يمكن غرسالها كما يمكن إستقبالها بطرق عديدة تتراوح من الكلمة المنطوقة أو المكتوبة ، إلى إبتسامة الصداقة والمودة إلى حركات اليدين إلى تعبيرات الوجه ، وما إلى ذلك يتضمن نظام التواصل الشفوى كلا من المخاطبة والإستماع ، كما يتضمن اللغة والكلام .

تعريف عيوب أو إضطرابات التواصل :ـ
يجدر بنا بداية أن نتناول بداية مسألة " اللاسواء " Abnormality . ما الذى يكون نقص الإتصال أو إضطرابه ؟ قد تبدو الإجابة سهلة وميسورة بيد أن الأمر فى الحقيقة شديد الصعوبة لدرجة أن المتخصصين فى أمراض اللغة والكلام قد فشلوا فى الوصول إلى أى تعريف شائع محدد متفق عليه وهذه الصعوبة مرجعها محاولة تعريف الكلام واللغة السوية فكم . فكم عدد الكلمات التى تتضمنها الحصيلة اللغوية vocabulary السوية , ما مدى سرعة الكلام السوى ؟ ما هو الصوت السوى ؟ ما مدى عدم الطلاقة nonfluent فى الكلام حتى نطلق عليه تهتهة stuttering ؟ ما مدى دقة التلفظ بأصوات الكلام حتى يمكن إعتبار الكلام سويا ؟

من ابرز التعريفات المستخدمة لعيوب الكلام ما قدمه كل من " فان ربير واميرك ط والذى يقرر أن الكلام يكون غير سوى حينما ينحرف كثيرا عن كلام الآخرين بدرجة تلفت الغنتباه , ويعوق الإتصال أو يسبب حالة من الضيق للمتحدث أو المستمع .
ويرى "فان ربير واميرك" أن تعريفها يمكن أختزاله إلى ثلاث صفافت اساسية . أن الكلام يعد مضطربا ومعيبا إذا ما كان منافيا للذوق السليم ، أو غير مفهوم أو غير سار . هذا إلى جانب أن هذا التعريف يوفر لنا أساس مناسب لفهم المقصود بإضطراب الإتصال .

وغالبية إضطرابات الإتصال فى اشكالها الحادة , منافية تماما للذوق السليم . ونلاحظ أن أولئك الذين يعانون من التهتهة الحادة يصبح وجههم مضطربا حينما يحاولون بشدة أن يخرجوا كلمة واحدة .

وحينما يكون الكلام بعيدا عن السواء لدرجة أن المستمع يهتم أكثر بطريقة الكلام أكثر من إهتمامه بمحتوى الكلام خلال الحديث ، هنا يمكن يمكن أن نعتبر الكلام مضطربا ، ويجب ألا يغيب عن الذهن أن طريقة الكلام التى تعد منافية للذوق السليم فى نظر شخص ، قد تكون سوية فى نظر شخص آخر .

تعريف إضطرابات الكلام :
الـتأخر فى الكلام من أول الإضطرابات التى تعترى النمو فى الطفولة ، ويهم المعالج النفسى أن يتأكد أولا من أن الطفل الذى أنتهى من عامه الثانى ولم ينطق بكلمة واحدة ليس مصابا بالصمم ، أو ليس متخلفا عقليا .
فالإحتمال الاخير لتأخر الكلام نفس المنشأ ، وهو إحتمال ضئيل جدا ، فالطفل المهمل ( اليتيم أو اللقيط أو اللجئ أو المنبوذ ) مثل لمن يعانى من تأخر الكلام ، ويليه الطفل فصامى ـ الأعراض the autistic من حيث البوبائية ( كمية الإصابات ) . وعلاج المتأخر فى الكلام لأسباب بيئية ( كالإهمال ) علاج طويل الأمد ، لأن رفع الدافعية لدى طفل محروم إجتماعيا هدف يصعب تحقيقه إذا لم تتغير بيئته أولا .

الأداء الوظيفى اللغوى :ـ
يتضمن الأاداء الوظيفى اللغوى فى شكله العادى من جانبين :
الجانب الأول ، هو قدرة الفرد على فهم و إستيعاب التواصل المنطوق من جانب الآخرين .
أما الجانب الثانى ، فيتمثل فى قدرة الفرد على التعبير عن نفسه بطريقة مفهومة وفعالة فى تواصله مع الآخرين . من الناحية الأخرى يعرف الكلام على أنه " الفعل الحركى أو العملية التى يتم من خلالها إستقبال الرموز الصوتية و إصدار هذه الرموز "
ونظرا لأن الكلام هو فعل حركى فإنه يتضمن التنسيق بين أربع عمليات رئيسية وهى :ـ

1 ـ التنفس أى العملية التى تؤدى إلى توفير التيار الهوائى اللزم للنطق .

2 ـ إخراج الأصوات ، أى إخراج الصوت بواسطة الحنجرة والأحبال الصوتية .

3 ـ رنين الصوت ، أى إستجابة التذبذب فى سقف الحلق الملئ بالهواء ، وحركة الثنيات الصوتية مما يؤدى إلى تغيير نوع الموجة الصوتية .

4 ـ نطق الحروف وتشكيلها ، أى إستخدام الشفاه واللسان والأسنان وسقف الحلق لإخراج الأصوات المحددة اللازمة للكلام ، كما هو الحال فى الحروف الساكنة والحروف المتحركة.